يعني انا صرت يتيم!

 

.

.

اهلا وسهلا بكم

سأسرد لكم تفاصيل ذلك اليوم..

عندما اُجبرت أن أخبر طفلي بوفاة والده

.

. 

كيف كان ذلك الموقف صعباً علي جدا

لعلمي بمدى تعلق قلبه الصغير به

ورغبته المتواصله في رؤيته لأشهر طويله ولكن حال المرض دون ذلك والحمدلله على كل حال..

.

.

سأضيف لكم أيضا الطريقة الصحيحة التي أستعنت بها بعد الله بمختصين

ولو كان بعد اخباري له لضيق الوقت ولكن كان من الضروري اخذ مشورتهم لكي اعرف هل ما فعلته صحيح وماذا علي ان افعل..

شكرا جزيلا لـ @dr.somaiahossam @mosab_shaheen

فكان تواصلي معهم في تلك الازمه🌿

.

.

.

في عصر ذلك اليوم ذهبنا انا وزوجي مع أطفالنا لمحلات الألعاب ليشتري كل منهما العابه بمناسبه العيد

وقضوا وقتاً ممتعاً بين تلك الالعاب

كنت وقتها مرهقه جدا بسبب حملي ولكن الحمد لله تعاملت مع الموقف إلى أن حان موعد دخول الاولاد إلى النوم

قمنا بإعداد الكاميرا لمشاهدتهم والاطمئنان عليهم وخرجنا للتنفيس عن أنفسنا بعد يوم طويل جميل و مرهق..

وكأن الله يسر لي الخروج في ذلك اليوم لعمله انني احتاج إلى مساحه في قلبي للراحة ولاستقبال الخبر الصعب الذي سأنقله الى طفلي.

.

.

عدنا إلى البيت وفور استعدادي للنوم

اتتني رساله ان والد إياد قد توفي قبل قليل.

.

.

لا اريد ان ادخل في تفاصيل وقع الخبر وكيف تعاملنا معه.. فقد كان صعباً جدا وثقيلا كل ما اذكره اني كنت أبكي لزوجي واقول كيف سأقول له كيف سأخبره ولكن لطف الله اكبر..

.

.

في اليوم التالي وكان اول يوم دراسي بعد اجازه عيد الفطر؛ جلعناه يتغيب عن المدرسه بحجه (راحت علينا نومه)

.

.

كنا نفضل انا و زوجي اخباره ونحن في بيت ابي وامي

لأنني لا أعرف كيف سأتصرف وكيف سيتصرف وابوه سوف يدفن في هذا اليوم

هل سأجعله يذهب للغسيل والدفن ام لا

استخرت الله في الأمر ومن باب المشورة سألنا الكثير من الاشخاص

والاغلب اجمع انه من الأفضل أن لا يذهب

.

.

ملاحظة صغيره :( طفلي كان يخشى من رؤيه ابيه مريضاً واي وقت يعلم بمرضه يخاف من رؤيته ولا يرغب بذلك) هذا ما جعلني اتوكل على الله في أمر عدم الذهاب..

هول الموقف لن يحتمله

.

.

ذهبنا بحجة انها دعوة للغداء..

وطوال الطريق كان يحكي قصص عن ابيه سبحان الله

كأنه يشعر..

ما ان وصلنا إلى بيت ابي وامي

وانا اشعر بالثقل واذكر الله لكي يسهل لي الأمر..

.

.

اجتمعنا انا وزوجي وامي وابني على وجبة الغداء

كنت افضل ان اخبره بعد أن يشبع تماما من الغداء ولا يكون جائعاً حرصاً عليه

.

.

سألته هل تريد شيء من السلطه

قال لي : ( ابغا بابا)

تسمرت في مكاني

وافكر كيف احضر له والده وانا أتيت إلى هنا كي اخبره انه قد انتقل الى رحمة الله

مسك زوجي على يدي بقوة ليمدني بالقوة لاني قد سرح عقلي ولمعت عيني.

نظرت الي صحن السلطه لأرى (بابا غنوج ضمن الأصناف)

نظرت اليه قلت تريد بابا غنوج هز برأسه نعم!!!

قلبي يتألم ياربي كن معي واعني

انتظرت صلاة العصر وكانت هي الصلاة التي سيصلى فيها على ابيه في ذلك اليوم

أردت أن اخبره في نفس اليوم لصعوبه إخفاء ملامحي 

وخوفا من سماع الخبر من أحد اخر ولا اكون معه

. 

. 

نزلت إلى بيت جدتي

طلبت من زوجي وامي ان اكون معه لوحدنا

وبقي زوجي بالغرفه المجاوره خوفا من حدوث اي ردة فعل لا استطيع السيطره عليها ولكن الحمد لله مرت بسلام

. 

. 

اردتيت شرشف الصلاة وتوجهت نحو القبله

وأخذته عندي وكان (يستهبل ويضحك)

اجلسته أمامي على جانبي اليمين

وأخذت اخبره انه ولدي الأول واني احبه

ومهما حدث سأبقى احبه لانه اول سعاده لي

وأخذنا الكلام سكت فجاءه وقال

ماما ايش يعني يحتضر!

ياربي الهمني الصبر و القوه

لا أعرف كيف يأتي بهذا الكلام في مثل هذا الوقت انا بالكاد اتمالك نفسي

قلت أين سمعت هذه الكلمه

فأخبرني انه سمعها من قصة وقصها علي

. 

. 

قلت له تعرف كم أحبك صحيح

ولكن هناك أمور في الحياة لا احب ان تحدث

ولا احب ان اخبرك بها

قال لي متسمرا مكانه :  لا تقوليها!!

أشرت برأسي ان ماذا؟

قال : بابا مات!!!!

أخذته إلى حضني وقلت له قل لا إله إلا الله

قال لا إله إلا الله 

قلت قل انا لله وانا اليه راجعون

قال إنا لله وإنا إليه راجعون 

قلت قل الله يرحمك يابابا

قال الله يرحمك يابابا

قلت قل يارب صبرني

قال يارب صبرني

وأخذت عيوني تسيل 

في هذه الاثناء دخل زوجي

ابتعد ولدي عن حضني وقال انتِ لا تبكين

انا مابغاك تبكين بدون ان تنزل منه دمعه واحده

ولكن ملامح وجهه في صدمه تامه

سند بظهره وسرح وانا امسح عليه

قال يعني انا صرت يتيم

أخذه زوجي إلى حضنه وبدأ يواسيه

قال اشعر اني سوف اموت احس بكتمه ماقدر اتحمل

وضعت راسه على رجلي وأخذت امسح على راسه واهدى من روعه

. 

. 

قام بعدها وجلس وقال اريد ان اذهب والعب لا اريد ان افكر.. 

وذهب بعدها إلى بيت امي في الأعلى وبدأ يخبر خالاته بوفاة ابيه أراد أن يقول للعالم اجمع ابي قد مات

يريد أن يشعر العالم كله بما يشعر..

.

.

(قد ينفع البعض هذا الجزء) 

لا أقول لكم ان الايام كانت سهله

فقد أخذت اسبوع كاملاً في بيت جدتي وابي وامي

كنا نتناوب انا و اخوتي للبقاء معه

لان بقاءه وحده ستهجم عليه الأفكار والوحده و الوحشه 

فاللهم جازهم خير الجزاء

كان كل يوم وكل ساعه يسرح وبدأ بالبكاء من اليوم الثاني

وبدأ بالسؤال وكثرة الاسئله وكان لا بد أن اجعله يفرغ حزنه بدون ما احاول ان اصرف هذه المشاعر بناء على نصيحه الاستاذ مصعب( نحن لسنا مطالبين بإزالة مشاعر الحزن ندعه يعيشها) يعبر عنها لتعبر من خلاله 

. 

. 

كان بعد وفاه والده بثلاثه ايام فعاليه من فعاليات قره أعين للعيد

فأخذت بنصيحه الاستاذ مصعب وقمت بتسجيله فيها هو وابن زوجي واستمتعتوا في ذلك اليوم جدا

وهذه من الأمور التي يجب أن ننتبه لها وهي محاوله دمجهم في الانشطه واشغال وقتهم

ومن ضمن النصائح أيضا الرياضه فهي تفرغ طاقه كبيره من داخلهم

. 

. 

كنت استمع و اواسي و أحاول ان اخفف وندعو الله

وأخبره بأنه الوالد الصالح ان شاء الله الذي سيهدي الهدايا لأبيه. وسوف يسعد بها. 

. 

. 

واحاول ان اكون له عونا في الدعاء والصدقه

براً بأبيه وسبحان الله هذه الأعمال سلوى للقلب

وجبر له فإحتسب ان تكون له كذلك.. 

واسأل الله له الصلاح والهدايه والجبر وتسخير البشر

. 

. 

. 

نصائح في اخبار الطفل بوفاة ه شخص:

- اخبره بالصريح ان الشخص هذا قد مات أو توفي

- الوضوح ان بعد الموت لا يمكن أن نعود لا تعطيه امل بالعوده سيتألم

- لست مطالب في ان تبعد عنه مشاعر الحزن بل تقبلها وكن بقربه ودعه يبكي أو يفعل مايجعله يعبر عن مشاعره

- ابدا بجعله يندمج في الفعاليات وانشطه في حياته

. 

. 

شعرت اني اريد الكتابه في هذه الموضوع

وخصوصا ان الكثير قد طلب مني كيف تعاملت مع الأمر

فأرجوا ان ينفعكم ودعواتكم الصادقه.

.

.

اختم بـ عباره قالها لي ولدي ذات يوم 

كل شيئ يبدأ صغيرا ثم يكبر

الا الحزن يبدأ كبيرا ثم يصغر